الهجرة إلى باريس‏

الهجرة إلى باريس‏


  ان لله تبارك وتعالى تقديرات لا نفهم سرها الا بعد حين. فبعد ان مارست الحكومة الايرانية ومحمد رضا شاه ضغوطهما على الحكومة العراقية وقامت الاخيرة بمحاصرة منزلي وبدأت مداولات بيننا وبين الحكومة العراقية انذرناهم خلالها بان ما نقوم به هو قضية شرعية ومسؤولية إلهية وانني لا استطيع ترك القضية الإلهية والمسؤولية الشرعية بناء على طلبكم. قلت لهم انني امارس مسؤولياتي وانتم بدوركم اتخذوا ما تريدون من قرارات. وقد قالوا لنا: اننا مرتبطون مع الحكومة الايرانية بمعاهدات وان هذه الاعمال التي تقومون بها انتم واتباعكم تتعارض مع هذه المعاهدات ونحن لا نستطيع تحمل ذلك.
واجبتهم: لا شأن لي بهذا الالتزام. انتم لديكم ألتزام! وأنا لدي تكليف شرعي، ولا يسعني الانصياع لالتزامكم، فسوف أخطب على المنابر واصدر البيانات وأسجل الاحاديث على اشرطة التسجيل وأرسلها، وهذا كله بوعي تكليفي، انتم ايضا اعملوا بتكليفكم.
وبعد المفاوضات لجأ هؤلاء [البعثيون‏] الى تهديد بعض اخواني الذين كانوا معي في النجف وبلغني انهم قالوا لهم: نحن لا شأن لنا به ولكننا سنفعل بكم ما نفعل. فرأيت ان من الممكن ان يلحقوا الاذى باصدقائي فقررت التحرك وجئت طبعا تحت مراقبة الحكومة العراقية الى حدود الكويت.
وعلى الحدود الكويتية ايضا مورست على الحكومة الكويتية الضغوط ذاتها التي مورست على الحكومة العراقية. ولم يسمح لي حتى بمجرد العبور من هذا الجانب من الحدود الى ذلك الجانب. وانني لست بعاتب على احد لان لديهم التزاماتهم وهم يعملون طبقا لمعاهداتهم. انني لست بعاتب لا على حكومة العراق ولا على الحكومة الكويتية ولكن الله تبارك وتعالى قدر امرا وكنا" نحن غافلون".
لقد كنا نعتزم البقاء في الكويت يومين او ثلاثة والاجتماع مع بعض السادة ثم مغادرتها الى سوريا للاقامة هناك، ولكن الله قدر امرا آخر تماما، ولم نكن نعلم اين سينتهي هذا التقدير.
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏6، ص: 185
   لم يكن من المقرر أن نذهب الى باريس. وحدثت امور لم يكن لإرادتنا فيها دخل. فمنذ البداية والى الآن كانت الأمور تسير بإرادة الله ولا أدعي بأنني عملت شيئاً ولا أنتم ايضاً. فكل شي‏ء منه سبحانه!
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏10، ص: 141

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء