زار القائد العام للقوات المسلّحة الإمام الخامنئي جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) للضبّاط وكان مما جاء في كلمته تأكيده على أن الأمر الإلهي بالمحافظة على أهبة الاستعداد ورفع مستوى القوة في مختلف المجالات العسكرية والاستخبارية ينبغي أن يشكل أولوية للحرس الثوري كما اعتبر سماحته أن شعار "الحسين يجمعنا" في مسيرة الأربعين يشكل حقيقة أصيلة لأن الحسين بن علي هو من حشد هذا التجمع الفريد من نوعه.
وخلال اللقاء تطرّق قائد الثورة الإسلاميّة للحديث حول عزّة الحرس الثوري داخل وخارج البلاد وأوضح سماحته قائلاً: الأعداء أيضاً ساهموا في تحقيق هذه العزّة. فقد ضاعف الأمريكيّون عزّة الحرس الثوري بوجههم العبوس والجلف وأدائهم العدائي مع الحرس الثوري، لأنّ عداء الأعداء يزيد وجه عباد الله نوراً ويضاعف عزّتهم.
واستشهد الإمام الخامنئي بالآية القرآنيّة الشريفة {وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم} وتابع سماحته مؤكّداً: يجب أن يكون هذا الأمر الإلهي درساً دائميّاً وضمن أولويّات الحرس الثوري.
واعتبر القائد العام للقوات المسلّحة بأنّ هدف هذه الآية الشريفة التي تتحدّث حول ضرورة رفع مستوى التأهّب هو إلقاء المزيد من الرّعب في قلوب أعداء الله وأعداء المسلمين واستطرد سماحته قائلاً: الرّعب الذي يأمر الله عزّوجل بإلقائه في قلوب الأعداء هو الرّعب الرّادع أي ينبغي أن نعمل بصورة تجعل الأعداء يهابون هيبة الرّجال الشباب، والمؤمنين، والمضحّين وأصحاب الدوافع لأنّ هذا سيكون أهمّ عامل للرّدع.
وأوضح قائد الثورة الإسلامية نقاطاً هامّة وبارزة حول الأمر الإلهي الخالد برفع مستوى الأهبة بشكل يومي ثمّ أردف سماحته قائلاً: ما تعنيه {وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ} هو أنّه يجب عليكم بما أوتيتم من قوّة أن ترفعوا مستوى القوة المؤسساتية عبر إنشاء مؤسسة قويّة، وصلبة وشاملة، كما ينبغي عليكم أن تضعوا نصب أعينكم بشكل مستمر مسألة رفع مستوى القدرات العلميّة والتخصصيّة وأن تتقدّموا دائماً إلى الأمام في القوّة التكتيكيّة والاستراتيجيّة، كما يجب عليكم أن ترفقوا القدرات العمليّاتيّة باليقظة والتأهّب الدائم وأن تجتنبوا لحظة الغفلة الواحدة وأن تضاعفوا من قوّة الحرس الثوري الإيمانيّة عبر تأهيل شباب مؤمن، ومثابر، ومخلص وصاحب دوافع.
ثمّ شرح القائد العام للقوات المسلّحة جانباً آخر من الآية متحدّثاً حول الاستعداد على مستوى التجهيزات فأوضح سماحته قائلاً: لقد أمر الله عزّوجل في القرآن المجيد بأن توفّروا كافّة التجهيزات الدفاعيّة، والعمليّاتيّة والاستخباريّة الضروريّة، طبعاً لا بدّ أن تكون هذه الأدوات مصنّعة ومبتكرة في الداخل وأن تتمتّع بالتنوّع ااذي يؤمّن لها كلّ الاحتياجات في الأرض، والجو، والفضاء، والبحر، وعلى الحدود وداخل البلاد وطبعاً فإنّ الفضاء الافتراضي أيضاً بات اليوم في عداد هذه الأدوات الضروريّة.
ولفت سماحته في هذا الشأن قائلاً: طبعاً فإنّ نظام الطاغوت (النظام البهلوي) الفاسد والتابع كان قد ملأ المخازن بالأسلحة الأمريكيّة لكنّ لم يكن يحقّ للإيرانيّين حتّى بأن يفكّوا الكثير من هذا العتاد أو يصلحوه. لقد بادر نظام الطاغوت في واقع الأمر إلى زيادة ازدهار مصانع السلاح الأمريكيّة بأموال الشعب وملأ المخازن بعتاد لم يكن يُسمح للإيرانيّين بالاستفادة منه وحتّى التعرّف عليه دون كسب الإذن من سادته.
وأضاف القائد العام للقوات المسلّحة قائلاً: طبعاً لقد اختلفت الأوضاع اليوم وباتت عكس تلك الأيام مئة بالمئة وها هو الشعب يسعى بإرادته ويجهد ويبادر ويتخذ القرارات من أجل تأمين مصالح البلاد.
ثمّ أكّد الإمام الخامنئي مجدّداً على ضرورة تأمين التجهيزات في كافة جوانب المعدّات الصلبة وبرمجيّات القوّة، معتبراً أنّ مسيرة الأربعين هي إحدى مصاديق القوّة الحقيقيّة، وأوضح سماحته قائلاً: التجمّع العظيم والمليوني للزوار في طريق السير نحو كربلاء أي "الحركة نحو قمّة الفخر والفداء والشهادة" يُبرز مرّة أخرى قوّة الإسلام وجبهة المقاومة الإسلاميّة.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ الأربعين منذ اليوم الأوّل لظهوره في التاريخ الإسلامي كان "وسيلة عاشوراء الإعلاميّة القويّة" وتابع سماحته قائلاً: خلال الأيام الأربعين التي فصلت ملحمة عاشوراء عن موعد عودة أهل البيت (عليهم السلام) إلى كربلاء، شكّلت صرخات السيّدة زينب (سلام الله عليها) والإمام السجّاد (عليه السلام) وأمّ البنين في الشام والكوفة وسيلة إعلاميّة حقيقيّة لعاشوراء وقد بقيت عاشوراء حيّة واستمرّت عبر التاريخ مع بسط سيادة منطق الحقّ في أجواء الحكم الأموي والسفياني المظلمة والحالكة.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ سيول حركة أهل البيت (عليهم السلام) خلال الفترة الفاصلة بين عاشوراء والأربعين وفي ظلّ الأجواء الخانقة العجيبة التي كانت سائدة في تلك المرحلة أدّت إلى قلب الأوضاع وانهيار الحكم السفياني في النهاية ثمّ أضاف سماحته قائلاً: واليوم أيضاً نشهد حدوث نفس تلك الأحداث.
ووصف القائد الثورة الإسلامية مسيرة المسلمين العظيمة في أربعين الإمام الحسين التي تضمّ مختلف الدول، ومختلف الجماعات الإسلاميّة وحتى بعض الأديان الأخرى بأنّها صرخة بليغة ووسيلة إعلاميّة فريدة وسط عالم الدعايات المعقّد والعالم المليء بضجيج البشريّة ثمّ تابع سماحته قائلاً: شعار "الحسين يجمعنا" الذي ينطوي على الكثير من المعاني هو حقيقة أصيلة لأنّ الحسين هو من أطلق هذا التجمّع الفريد من نوعه وساق الجميع نحو نبع المعنويّة والتحرّر.
ثمّ شدّد قائد الثورة الإسلامية على توسيع وتعميق المعنويّة والفكر والمعرفة في مسيرة الأربعين الحسينيّة وتابع سماحته قائلاً: ينبغي لأصحاب الحكمة والعلم العمل وبذل الجهود في هذا المجال.
وفي الجزء الأخير من كلمته تحدّث الإمام الخامنئي حول ممشى الجمهوريّة الإسلاميّة قائلاً: منذ انطلاق الثورة الإسلامية حقّقنا في مختلف الأقسام نجاحات كان بعضها مذهلاً، وطبعاً مواضع النقص عديدة والمشاكل ليست قليلة لكنّ نسبة النجاحات والتقدّم كانت أكثر.
ثمّ استشهد سماحته في شرحه لتوجّه وممشى الجمهورية الإسلامية في هذا المسار الحالي إلى حديث حول فلسفة قيام عاشوراء ورد على لسان أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) وأضاف سماحته قائلاً: لقد نقل سيّد الشهداء (عليه السلام) حديثاً عن رسول الإسلام الأكرم خاطب به الناس جميعاً وقال بأنّ كلّ من يرى قوّة لظالم أو متجبّر ولا يعارضه بالقول أو العمل فإنّ الله سيبتليه بنفس مصير تلك القوّة الظالمة ويرسله إلى جهنّم.
وأردف القائد العام للقوات المسلّحة قائلاً: يعلن الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله هذا أنّ سبب قيامه وحركته هو أداء التكليف ومجابهة الظلم والظالم والجمهوريّة الإسلاميّة أيضاً تعتبر العمل بهذا التكليف مسؤوليتها استناداً إلى هذا القول وسوف تنهض بهذه المسؤولية في جميع أحوالها.
ثمّ ذكّر قائد الثورة الإسلاميّة بأنّ جبهة الكفر والصهيونيّة وأمريكا بامتصاصها لدماء الشعوب، وإشعالها للحروب وسائر الكوارث تعامل عباد الله والشعوب بالظلم والجور والشعب الإيراني يعتبر أن تكليفه هو مجابهتهم استناداً إلى فلسفة حركة سيد الشهداء وإنّ عدم التراجع أمام أمريكا وضغوط الأعداء المتنوعة يتمّ على هذا الأساس.
ثمّ اعتبر الإمام الخامنئي أنّ مجابهة الإمام الخميني (قده) لأمريكا منذ حوالي الخمسين عاماً أي قبل نفي سماحته من قم كان نابعاً من شعوره بالمسؤولية وأردف سماحته قائلاً: لقد كان الإمام الخميني ببصيرته الفريدة يعلم أنّ أيّ أحد وأيّ شعب يعمل بتكليفه أمام الظلم والجور سوف ينال النّصر لا محالة وشاهدنا جميعاً كيف أنّ هذا الوعد الإلهي تحقّق أيضاً.