الشيخ عيسى قاسم

آية الله عيسى قاسم من رجال الدين الزهاد وله قاعدة شعبية كبيرة

أصدر المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام بياناً ندد فيه بالاجراء التعسفي للنظام البحريني في إسقاطة الجنسية عن سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم.

أصدر المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام بياناً ندد فيه بالاجراء التعسفي للنظام البحريني في إسقاطة الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم، و فيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
«سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينالأعراف.146
إن مسلمي العالم في هذه الأيام يعيشون في ضيافة مأدبة المباركة لهذا الشهر الكريم، ويقضون أيامهم ولياليهم بطاعة الله وعبادته، شهر ما أروعه وأجمله حتى أن غير المسلمين يتضامنون مع أتباع شريعة خاتم الرسل، ويهيئون الأجواء المناسبة للصيام والقيام لهم.
لكن في مثل هذه الأيام المباركة يستمر حاكم البحرين الذي كأنه لا يعرف من الإسلام والقرآن وتعاليم النبي الأكرم(ص) اسماً ولا رسما في تغطرسه وأنانيته وجرائمه، ويمارس اجراءات تسعفية ظالمة وعجيبة وغريبة بحق المؤمنين، ويأتي سلوكه  بدلاً عن الرأفة والعطف بالشعب وتوفير الظروف المناسبة لقيام القائمين وصيام الصائمين.
وإن النظام الخليفي قبل أيام بادر إلى تعليق نشاط أكبر تيار سياسي في البحرين "جميعة الوفاق الإسلامية" وبتبعه حل جمعيتين؛ ونشر أجواء الرعب والخوف في المساجد والمراكز الدينية، ثم اتخذ خطوات غير مسبقة بالنسبة إلى الحقوق الشرعية للناس، واليوم وفي قرار آخر، بلغ جنونه إلى ذروته.
واليوم نرى أن الأسرة الحاكمة في البحرين المتكبرة والمتفرعنة بغطرستها، أجازت لنفسها أن تسقط جنسية عن أحد المفاخر الأصيلة للشعب البحرين، فسلب "سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم" اليوم من حقه كمواطن بحرين، وذلك بقرار مضحك من السلطات آل خليفة، فإن سماحته من رجال الدين الزهاد وله قاعدة شعبية كبيرة ومن الأسر المرموقة وعالم فاضل، حيث كرس وقدّم عمره المبارك لخدمات علمية ودينية وثقافية واجتماعية.
لكن النظام الخليفي وبكل وقاحة أسقط عن هذه الشخصية البارزة جنسيته باتهامات كـ : "الخروج من واجبات المواطنة"، و"الإخلال في التعايش السلمي للشعب"، و"تعميق الطائفية السياسية"، و"المعارضة للدستور والمؤسسات الحكومية" و"إثارة الفتنة"، فيما أن الشيخ قاسم لم يقم بإثارة الفتنة أو نشر الطائفية، بل كان له الدور البارز والعظيم في سلمية تظاهرات واحتجاجات الشعب وإخماد لهيب الطائفية في سنوات الأخيرة.
ومن جانب آخر وجّه النظام الخليفي تهم أخرى لسماحة آية الله قاسم كـ "وكيل" للمراجع العظام التقليد في الشؤون الحسبية بالأخذ والتصرف في فريضة الخمس والزكاة، وخدماته العلمية والثقافية والتي تعتبر من واجبات رجال الدين على مدى تاريخ التشيع، حيث اعتبره هذا النظام "عميل لجهات خارجية"، كـ "تأسيس منظمات تابعة للمرجعية السياسية والدينية لخارج البلد"، "والسعي لتشكيل حكومة دينية"، وزعم النظام ان جميع ما تقدم تهدف إلى تقسيم المجتمع وهي تكفي لتجرده من حقوقه كمواطن بحريني.
وفضلاً عن الأحكام الدينية والإسلامية التي لم يلتزم بها هذا النظام، وعن الحق المسلم به الذي يشدد عليه "حق المواطنة"، فهناك المادة "15"من ميثاق العالمي لحقوق الإنسان، تشير الى "انه لا يجوز حرمان أحد تعسفا، من جنسيته".
فهنا السؤال يطرح نفسه للعالم؟ فكيف تحكم أسرة ليس لها أي صلة بالبحرين، هذا البلد بالقمع والظلم ودعم من الكفار وتتحكم بمصير الأهالي الأصليين في البلاد، وتجيز لنفسها أن تسقط الجنسية عن أبناء الشعب، وتحرمهم من حق المواطنة، وان تحكم على الأغلبية المضطهدة والمظلومة دون رضاها؟
فالمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام وباعتباره أحد المنظمات الدولية وأن له مئات الأعضاء من نخب، وعلماء، شخصيات ومفكرين من العالم الإسلامي، يشدد في هذا المجال على ما يلي:
1.يدين المجمع بشدة مختلف المضايقات الدينية والاجتماعية والسياسية بحق الشعب البحريني المظلوم، وعلمائه ومساجده وجمعيتها الدينية.
2.إن على الدول ومنها دولة البحرين أن تدعم وتحمي حق المواطنة لأبناء شعبها، وان لا تجيز لها أن تفصلهم عن بلد آبائهم وأجدادهم، فمن الحقوق القانونية والمسلم بها لأي شخص هو حق المواطنة وامتلاكه لجنسية بلده، وأن الحكومات لا تملك البشر حتى تجرأ على حرمان الحقوق وسلبها، بل أن الحكومات لا بد ان تعتبر نفسها خدمة للمواطنين.
3.إن إجراءات النظام البحريني الأخيرة كإغلاق منظمات المجتمع المدني، ومضايقة العلماء، وتخريب المساجد، والاعتقالات التعسفية، وإسقاط الجنسية عن الشخصيات البارزة لها ثقل اجتماعي، فإنها ليس بصالح الحكومة ولا بصالح الشعب البحريني، بل تجعل الأمور تخرج من السيطرة، وتجرّ البلد إلى حرب أهلية وأزمات لا يمكن التحكم بها.
4.وإن كان واضحاً تماماً أن "حمد بن سلمان أل خليفة" ليس له إرادة مستقلة، وإنما يمتثل أوامر سادته أمريكا وآل سعود، لكن عليه أن يتحمل مسؤولية إعلان هذا الإجراء غير القانوني والشرعي بالنسبة إلى إسقاط الجنسية عن آية الله قاسم، وما يترتب على هذه الاجراءات فعلى النظام ومرتزقته تحمل ذلك .
5.وفي الختام يطالب المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام الشخصيات، ورجال الدول، والمتتنفذين في مختلف البلدان، والمنظمات الدولية والإنسانية بأن يمنعوا استمرار إجراءات غير عقلائية لحكام البحرين، وذلك من خلال تسخير قابلياتهم وقدراتهم في هذا المجال.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
14 رمضان المبارك 1437هـ


ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء