هل كان الإمام الخميني(قدس سره) معتدلاً ووسطياً؟
الجواب:
عندما تريد طرح سؤال حول شخصية الإمام الخميني(قدس سره)، يدور حول اعتدالية أو وسطية، عليك قبل أي شيئ آخر، انْ تكون واقفاً بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى، على أبعاد تلك الشخصية الفذة التي اطلقوا عليها و بحق "شخصية القرن العشرين". فالاعتدال و الوسط يحملان مفاهيم كثيرة ومتعددة، ولهما مصطلحات شتّى، تختلف باختلاف الاشخاص ودرجة مايتمتعون به من علم ودراية، حول مسألة أو موضوع ما، وكيف يقرأ هذا الشخص او ذاك، الاعتدال او الوسط، وكيف يرى تطبيقه في مجتمع من المجتمعات، على اختلاف قومياتها ولغاتها ومذاهبها؟ فقد ينظرشخص ما، إلى شيئ ما ويرى فيه الاعتدال والوسط بعينه، وقد يكون نفس ذلك الشيئ على عكس مايراه غيره! وقديكون،ايضاً، انْ يدّعى انسان ما، انه معتدل ووسطي وهو في الحقيقة ليس بذلك! حيث اشار سماحته (قدس سره)في (التقارير الفلسفية) إلى ذلك، حينما قال: الذي لايعرفمن الفقه الاّ قليلاً يكون زهده وتقدسه أكثر! والذي لايعرف من الاصول شيئاً يُصبح اخبارياً!
فانت ترى،انّ الامام (قدس سره) ينظر إلى الإعتدال و الوسطية، حسب ماجاءبه الانبياء(ع)وخلال اطار التعاليم الالهية بشكل منسجم وجامع، أي، كلّ شيئ وفق مايتمتع به من خصائص وميّزات في ذاته. فقد عرض سماحته عدة موارد لاعتدال المعرفة (أي، الاعتدال المبني على المعرفة) في موضوع الالتفات إلى ظواهر وباطن الشرع، حيث اوضح، بأنّاهل الباطن الذين لايُعيرون اهمية لظاهر الشرع، وكذلك اهل الظاهر، الذين يهتمون بظاهر الشرعفقط ويهملون الباطن .. هم خارجون عن مسار اعتدال المعرفة . لقد جاء الانبياء (ع) ليمولوا دون الخطأ في انطباق الغريزة، لأنّ ارادة التوحيد هي ماهيّة وذاتية الانسان، بل هي ذاتية كل الموجودات في العالم، وإذا ماأراد الانسان أن يكون على صراط الصدق المستقيم وعدم الخطأ، عليه التمتع بأصلين: الحكمةوالحرية. وماجاء في آثار وخُطب سماحته (قدس سره) بل وعددما استعمله من كلمات الاعتدال والمعتدل، يدل على ذلك. فقد جاء مصطلح الاعتدال 98 مرة ومصطلح المعتدل 44 مرة، كما واستخدم مصطلح (الوسطية)كمترادف لكلمة الاعتدال.